الخميس، 31 مايو 2018

§'وبدأتُّ بالضرب على الأوتار'§

                     

آهٍ يا قلب ضجيجك علا
واضطرب يصك اصطكاكا!
هلَّا توقفت!،
أما علمت معنى الاصطبار
أم نسيت الجلد والانتظار
أأصابك اليأس في مقتلٍ؟!،
أم أنك لا تحسن الظنا
كن واثقاً أن في الغد فجرا
وأن من بعد الليل صبحا

قد انتظرتُ حتى أوجعني الانتظار
وتكاثرت الوساوس والأفكار
ما عدت أستطيع محاربتها
وهي تأتني كالأفواج
مالحل حين سئمت منها؟!،
وبدأتُّ بالضرب على الأوتار

أما نظرتَ لسمائك يوما
واسعة لا تحدها الآفاق
والشجر يعلو علوّا وكأنه ممتد في السحاب
والجبل ثابت في الأرض لا يزعزعه كثر الصراخ!،
أم أنك تنظر وتختار!،

أما بصرتِ البحر كيف يضطرب باستمرار
تارة هادئٌ موجه وتارة يثور كالغضبان
والبركان فوهة نارٍ تنخفض وترتفع بالتهاب
هل أنا من اختار أم إنك تغمضي عينيكِ باستمرار؟!،

اهدئ ما هكذا يكون النقاش!، 
يبدو أنك مشتعلٌ وقاد!،
من رب البحر الذي يجري منحدراً على الصخرِ
يمشي بانتظام يعلو جميلاً منسكباً على الأرضِ؟!،
ألا تعلم من رب البركان الذي يضوي حامياً
إنهُ يذكرني بالنارِ، إنها لاشيٌ أمام ربنا الجبار؟!،
هو فوقنا عالمٌ ومطلعٌ ألا تثق بوعدهِ
أم أنك جاهلٌ مرتاب؟!،

ما بالك أسئتِ لي القول ألا يحق لي أن أثور؟!،
كالعادة حامية علي!،
والآن أنا من يريد الانفصال!،

حسناً ثر كما تريد لكن ابقى!،
وضج في الليل وارفع الشكوى
وأنا معك لله نشد الأمر
أوكلناه للجبار 
لساني سينطلق سهما
وقلبي بالبكاء صريخا
ألا تريد فاصرخ وأنا معك!،
لكن ارحم الحال فقط فهذا الرجاء!،
وسلم للعزيز الذي لا يفنى
وانظر للسماء هل تراها تبدلت؟!،
إنها صنع ربي فهل يعجز؟!، كلا ورب الأرباب
إنهُ يسمعنا ويعلم ضربك بالأوتار
أرجوك اصبر وصابر واطلبه بإلحاحٍ لابد أن يفتح
ثق سيفتح ويفتح ويفتح،
فقط صبرك يا غالي فإنك كالجوهرة أخاف أن تنكسر من كثرة الاهتزاز!،
يارب صبرك ولطفك فعجل لنا يا رحمن،


السبت، 19 مايو 2018

•؛؛يمهل ولا يهمل!؛؛•

وتخابطتني بلهوها وابتعدتُ
اخذتني غارقة وما شعرتُ
قد عصيتُ زمناً ونسيتُ
إلا أنه يمهل ولا يهملُ!،
وبظلامها الدامس زللتُ
وبفنائها تعلقتُ
وبحطامها تشبثتُ
وما وعيتُ وما أدركتُ
وبيده اخذي في ساعة
بغتة من دون أن اشعر
اخذه عزيزٌ لا يُردُ
غرتني رحمته
وستره وعفوه
ومازال يمهل!،
الشيطان يوسوس
والنفس تهوى هذا وذاك
وبينها تشرد
ومازال يمهل!،
بالنعم يتحبب
وهو الغني المتكرم
وقضيت في خيره اتنعم
ناسياً ومتناسياً
أضحك وأمرح
فغطى القلب سوادا
وعلا الوجه إسودادا
والحال أصبح كالحا
والثقل قد ازدادَ أضعافا
ولم أعد احتمل
فإذا بالجسد ينتفض
ويبحث عن منجد لا يجد
الأبواب مُغلَّقة
والنفوس مُعكَّرة
فإذا بباب واحد 
رفيع شاهق
تملأه العظمة 
وعليه الهيبة
لكنهُ مُفتَّح
لا حارس يحرسه
ولا أحد واقف دونه
فإذا به ينتفض تحته
متوشحاً ذاك السواد
وجهه شاحبٌ
وصوته أجشُ
يبكي نادماً فعله
قد علم مالك الباب
والكون والأكوان
فأبصر للتو أضواء السماء
خاطفة بصره
فدناه ورفع
وبالدمع غرق
أين كنت عنهُ؟!،
وأي سبيل سلكتُ؟!،
خر من فوره
هل يصفح عن جرمي؟!،
فسمع نادِ الصلاة 
الله أكبر
فتساقط دمعه
الله أكبر ما اخذني في حين لهوي وسترني
ما كنت صانع لو قبضني قبضة القوي العزيز
في الظلمات كنت اتخبط 
وبعجبٍ كنت أتمرد
لله ما أعظمه حين أمهلني
يمهل ولا يهمل!،
قد جئت إليك نازفا 
والهم مني تمكنا
والقلب غدا أسودا
وتراكمت صخور الهوى
على صدري فغدا صخرا
حتى ما عدت اتنفس
ضاقت فما عدت أطيق
لا النفس ولا الدنيا
فإذا بي هائما 
على وجهي من منجدا؟!،
فإذا بالأضواء تنير
فإذا بها أنوارك 
الليل أوشك يخرج
والفجر حان يبزغ
فإذا بك موجودٌ لم تغيب 
حاضراً في كل حين
حيّ لا يموت
ولا تأخذك سِنَةٌ ولا نوم
خذني بعفوك فإني أغرق
قد صارعتني ذنوب الهوى
حتى أصبحت صدأً ساقطا
على جسمي جارحا
فهل إلآهي تقبل عبداً تائبا؟،
قد جره الأسى جرا
وكادا يهلكا
لولا أنه علم أنك تقبل التوب وتمحو الزلل،
لكان هالكا،
رحماك بي فإني نادمٌ عائدا،