السبت، 21 يناير 2017

⋩ ⋨ عطرٌ وأوراق ⋩ ⋨


وكخنجرٍ طعن الصدر
ومزق الأوصال وقضى عليها
بكل قسوةٍ بعثر الأجزاء 
وبـ جبروتٍ شتت شملها
ومن ثم داس على ما تبقى من لمام
وأخذ حقيبته ورحل
صدمت صعقت
وما إن فاقت
رجعت تبحث لعلها تجد بقايا
كل مابقى ذكريات حزينة
وضحكات مخنوقة
نفضت الغرفة وجدت كتاباً نساه
أخذت تتأمله
وتحدث نفسها أهذا ما بقي
عطرٌ وأوراق
سقطت الدمعات حائرات
وتلعثمت الكلمات
وصرخت من الويلات
لقد حان
نعم الفراق قد حان
لم يستوعب فكرها الصدمة
ولم يرجع لها رشدها
خرجت تذرع الطرقات بجنون
والدموع على الأرض تتوالى
وصلت عند المحطة
تفتش وتنقب لعلها ترى طيفه
أو تسمع صوت أقدام
وحين سكن الوجود
وانتشر الظلام
أخذت تحدث
أيا حرقة الصدر
يكفي ما نلته من طعنات
لملمي أجزاءي 
ودعيني أعود في سلام
وقفت بثبات ومسحت وجهها المغرق
تردد في هذيان
قد قتلني 
قد طعنني
ومزقني
قد قتلني
قــــد طعـننـي
ومــزقـــني
يا حرقة الصدر اسكني
تحاملت عائدة
تجر الخطى جرا
تردد أبيات الأسى
وصلت مسكنها والحزن يسكنها
فإذا بها ترا ذاك الكتاب
أخذت تمزقه بدموع الجوى
ليس انتقاماً بل قهرا
أرادت أن تنسى
وكيف لها أن تنسى
جلست تلف نفسها
وتحدث:
قد كان لي حبيباً وقريبا
أطلبه في الشدة يأتي مذعورا
وفي جهلي وخطئي يغلي شديدا
تراه كدراً حزينا
لا يعرف تؤدةً ولا لينا
بالله يا قلب أخبرني كيف وجد إليك السبيلا
أتراك كـالأعمى، أحمقاً وغبياً وسفيها
واللوم لا يدركك بل على من تبعك كالبهيما
تمزق فهذا جزاءك 
أم أنا فليحرقني اللهيبا
قامت من مكانها على عجل
وأخذت تلم ما مزقته 
أوقدت النار
ونثرت القصاصات 
وجعلت تضحك بصوت عالي
وتقول:
أصبت بالجنون وعميت بصيرتي
وأخذت تنثر الرماد وهي تبكي بمرارة
وارتمت على حافة السرير
تحدث:
الحزن يكوي
وكيف لي
والحال يدمي
إلى أي مفر
يا نفس فلتبتلعي همك
ولتنسي قسوة يومكِ
لا الحرقة تنفع
ولا الصرخة تسمع
ولو سمعت ما استجيب لي
كفاكِ
أرجوكِ
تمزيقاً لي
.....………،

~

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق